الرّسالة السّادسة إلى ميلينا
ميلينا
أيّتها الواقفة كالبدر
على شواطىء كلماتي
بربّكِ تبصّري
فذاك الموج المتلألئ
هدير أشجاني
لا يغرّكِ الزّبد
المترامي على أطرافه
فهو بقايا أدمع
تفيض بوجداني
واقفة أنتِ
على صفيح ألمي
على منبع أحزاني
فحاذري ...رجاءا
أن تدوسي جرحا
أو أن تمزّقي شرياني
و حاذري ... أن تكسري
بكعبكِ العالي
احدى عظامي
ميلينا
أيّتها السّابحة
بشواطئ كلماتي
إن كنتِ لا تجيدين الغوص
فلا تبحري
فهناك ترقد مراكب ذكرياتي
ترقد في أغوار مشاعري إلى الأبد
و ترقد أثمن كنوزي
تماثيل من كنّ حبيباتي
مستخلصة من الذّهب
و خناجرهنّ المرصّعة
بالماس و الزّبرجد
ميلينا
يا حبيبة قلبي
و أجمل أوطاني
يا لحنا شجيّا
يداعب روحي و كياني
متى يتوقّف نزفي
و رحلة هذياني
بربّك قولي
أيّتها المستلقية
على شواطئ قلبي
كشمس نيسان
مثقل أنا بصمتي
مثقل أنا بوجعي
ولا أحد أمكنه مواساتي
دثّريني يا ملهمتي
فإنّي نزلة عشق أعاني
بعد أن خِلْتُنِي من الأموات
أورق من جديد جناني
دثّريني و ضمّيني إليكِ
فبُرْعُمُ قلبي يستفيق
بعد أن كان دفينا
وكل أشيائي الجميلة
تفتّحت فرحا
تفتّحت سعادة
مُذْ غمرها عشق ميلينا
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق