قال:النفس وأبعادها الثلاث
النفس مصطلح أقلقنى كثيرا كيف للنفس تذوب فى الشوق والرغبة وحب الخلود؟ فالشوق النفسى مسيطر على النفس فهو المحرك للغرائز الفطرية مثل الحب والخيال والمشاعر والوجدان والشجن وهو الباعث لكل المشاعر السلبية والإيجابية عند الإنسان فيجعله الشوق يعيش فى كهوف الظلام ناظرا لتأملات الكون وما بها من فيض ألهى يعم على النفس فيشبعها عشق ويملؤها رغبة ويجعلها أحيانا تميل للعزلة وتميل للانفتاح أحيانا آخر هذا هو الشوق الذى ينازع النفس فنجدها متمزقة لا تستمع إلا لحديث نفسها الذى لا يحركه إلا الشوق للآخر أو النفور بعد فترة فنجد الحبيبين تقاسما الحلم لسنين وعندما عاشا معا فى هذا الحلم أو ذلك العش كان النفور والكراهية الغير مسببة والتى ليس لها معنى سوء علاقة النفس بالشوق.
ولنسأل أنفسنا هل النفس تحركها الرغبة؟ إن الرغبة والنفس يتصارعان فى معترك الحياة فنجد الرغبة تطغى بشدة على النفس فتتحرك إلى تحقيق آمال وأهداف مرسومة واضحة المعالم وضوح الشمس وقت الضحى ثم سرعان ما تنقلب تلك الرغبة إلى نفور وزهد وابتعاد لا مبرر له من قريب أو بعيد فهل الرغبة تلك تترنح بين القبول والرفض والرضا والسخط وبين متقلبات لهذه الحياة فلا هى مؤمنة إيمان اليقين ولا هى كافرة كفر الجاحدين فنحن بين أمور تختلط على عقولنا التفسير ولكن الرغبة هى من تسيطر على تلك النفس الضعيفة فتصل بها لجنة أو نار.
وأمامنا طرح أخر لماذا حب الخلود؟! لعلنا نتذكر قصة تفاحة آدم عليه السلام وصراعه مع محبوبته التى تجهل أصل الأمور مع أبليس اللعين كيف أغواها وغيب عقلها لتخرج إلى التعب والمشقة والفرقة فى ظلمات الأرض القاحلة بسبب حب الخلود وحب الحياة الذى أعتقد هو السبب الأقوى لبقاء النفس وتماسكها أمام المحن والمعوقات حب الحياة حب الخلود مترادفات نعرفها جميعا بالفطرة فكل شئ حى خلقه المولى عز وجل بدخله غريزة حب البقاء الحياة الخلود هذا هو القانون الثالث الذى يحكم النفس البشرية بما تحتويه من نفس آمارة بالسوء أو لوامة أو مطمئنة.
إذا نحن أمام ثلاثية ليس ثلاثية محفوظ العالمية ولكنها ثلاثية النفس الأبدية لهذا الضعيف المسكين الذى يعيش فى مدار الأرض لا يدرك ماهيتها فلو تأمل لها لوجدها حطاما فى هذه الحياة ومالبث أن نثرها فى أرباع الأرض باحثا عنها فى سطور الكتب وبين أوراق الشجر وبين حبات الرمال فى الفلاة الواسعة وليكن بحثه فى أعماق النفس ليعرف أبعادها وضروبها ليهتدى إلى حسن السبيل.بقلم أ/محمد أحمد عواض عز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق