السبت، 22 يناير 2022

يا قمر ! ...زكية لعروسيم/ زكية لعروسي

 يا قمر !

إلى أينَ أيَّتها الحياة
وظلِّ عيون طفولتي ضاعَ منِّي؟!
وظلُّ الزمنِ الجَّميلِ
وظلُّ دموعِ غيمةِ الفجرِ
فما أكثرَ شوقي إليكَ يا ظلَّ عيونِ طفولتي
ياظلَّ الدموع ، بماءِ الطُّهرِ والوفاء
سابحث عن جذوركَ تحتَ قبَّعةِ والدي
وتحتَ ذراتِ تربةٍ ، وفي الرَّملِ من جسدي
وحكمةِ جدِّي
وفي ذكرياتِ الضَّبابِ والاقنعة
ايا قمري دلني على دررِ الصَّفاءِ
ودموع عشقٍ ليسَ فيهِا ظلٌّ او سراب
واحملني بين الضِّياءِ
روحي لهيبُ أشواقٍ بعدما طواها غبارُ الحنين
ابتسامةُ ثغركَ صفحةٌ بيضاء
شفاءٌ لقلبيَ الهجين
ودلَّني أيُّها القمر
عن علمِ الخوضِ في ظلِّ الصَّمتِ...!!
اواديَ الحيرةِ هو ؟
عجزُ اللسانِ عن البيانِ ؟؟؟
ام هوَ الورعُ واليقين ؟؟؟
بلاغةُ العشاقِ يا قمر ؟!
زمانٌ بدونِ بدايةٍ ، نهايةٌ بلا ظلٍِّ
هدوءُ البحرِ الخضمِ
ايا قمري دلَّني على الطريقِ
يا صاحبَ الخوضِ فيهِ
فما رأيتُ يوما نقوشاً ولا ضلَّاً
على صفحةِ بحرٍ هاجَ وماج
ولكن بدونِ الكلامِ تُغلقُ العيون
وتُسرقُ أسرارُ الرُّوحِ
وتُحرقُ أوراقُ الخطابِ
ويُصبحُ الصمتُ في حديثِ ابي الهولِ
أليفَ شوق
يا من أدركَ روعةَ الضَّوءِ
وادركَ جفاءَ الصَّمتِ انتشلني من العبثْ
البسني ثوبَ الجَّمالِ لأُشرقَ يوماً
وتصبح احداقي ناريةَ اللَّونِ
ويفنى ظلِّيَ في شمسِ السَّلامِ والوصالِ
بعيداً عن ادرانِ الثَّعابينِ التي تحتَ الحُجُبْ
وحتَّى لا اُطوَّق بطوقِ اللَّعنةِ في عالم الصَّمتِ و العدم
لا تنحني جبهتي للتُّرابْ
اطوي سوادَ صمتِ اللَّيلِ بداخلي
واجعلني اسبحُ في العذبِ وفي اليفِ الكلامِ
حتى لا تنتهي قصيدةُ بوحيَ الصَّامتِ
وتستهويني طقوسُ الاوجاعِ ..
لا تبتعدْ أيُّها القمرْ
اقبلْ في الموعدِ القريبِ انتَ يا طائري
واصدحْ حتَّى بدونِ لسانْ ..
فما عادتْ لعبةُ الصَّمتِ والظِّلِ تُريحُني و تستهويني...
زكية لعروسي بباريس يوم 22/01/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة نثرية حداثية ( بؤبؤ عيني ) بقلم شاعرة الجزائر د سماح جباري

  قصيدة نثرية حداثية بقلم شاعرة الجزائر د سماح جباري العنوان بؤبؤ عيني أراك في بؤبؤ القمر كل ليلة احاكيه عنك ومنه انتظر ال...