مرآة الظلّ والسؤال... بقلم الكاتب بوزيد كربوعي

 مرآة الظلّ والسؤال


في داخلي صوتانِ،

واحدٌ يسحبني إلى الغياب،

وآخرُ يناديني بأسماء نسيتها،

وفي المرآة، طيفٌ يحدّق فيّ

كأنّهُ ينتظرُ اعترافي الأخير.

لماذا أنا؟

ولماذا أستمرُّ في ملاحقةِ ظلّي،

وهو يسبقني دائمًا؟

أركضُ خلفه،

فأجدني في دوّامة الريح،

حافيَ الروح، عاريَ الحلم.

رمّمتُ ندوب الزمن بأصابع الغيب،

لكنَّ بقايا الصدى،

تلسعُ مسامعي كحفيف سكين على عنق الصمت،

كلّما حاولت النسيان،

أزهر جرحٌ آخرُ في حناياي.

في عتمة الليل استراحةٌ،

لكنَّ العتمةَ ليست عزاءً،

هي فجوةٌ في المعنى،

حيثُ تتعطّلُ المخيّلةُ عن استحضار الوجوه

وأصواتِ الذين كانوا هنا.

لا فجر يُجفّفُ دموع مناديلي،

ولا نجم يُشعل دربي،

والأفقُ يناديني إلى موعد آخر،

لكنه دائمًا موعدٌ فاتني.


بوزيد كربوعي  .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أيا حبيبي.... عذرا بقلم الكاتبة ع. قدوري.... مرافئ الحنين

انتفاضات حنين... بقلم الشاعرة هدى عبد الوهاب